1 قراءة دقيقة
الحلقة الثانية


  العدالة الغذائية من منظور حقوق الانسان:  تحديات الواقع ورهانات المستقبل 

                                      بسم الله الرحمن الرحيم


هذه العنوان هو موضوع المؤتمر الدولي والذي انعقد بدوله قطر من ٦ الى ٧ فبراير(بالدوحة) القضية التي تناولها هذا العنوان  مسألة مهمه للغاية شغلت الناس وما زالت شاغلة لهم وهي العدالة الغذائية في ضوء حقوق الانسان. 

 من حيث المدخل الفقهي الاسلامي وهو المدخل الاشمل لأنه يربطنا بأصول الشريعة الإسلامية وبمقاصدها على التحديد، فان قضيه العدالة الغذائية قضية تتصل بمجموعه من القيم الهادية والاحكام الضابطة ذلك ان الله خلق الانسان وسخر له ما في الاكوان، ثم امره بالعمران وفق قيم الاصلاح ومحاربة الفساد  وهنا تظهر منظومة الصلاح والفساد والحلال والحرام والجائز والممنوع مع اعطاء محفزات من حيث الوعي بقسمة الارزاق وفق سنن ربانية ماضية، وتواصل العطاء دون انقطاع  ووفرة الموارد ،وان القصور في هذا الانسان ليس غير ، يقول صلى الله عليه وسلم (ان روح القدس نفث في روعي ان نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها واجلها... ) لقد أحاطت الشريعة الإسلامية علاقة الانسان مع أخيه الإنسان بدثار الرحمة والتعاون، والتعاضد، بل والإيثار.

 هذه العلاقة موصولة بالبيئة المسخرة وما تحمله من الثروات وتختزنه من خيرات تؤكد ان العدالة ثم العدالة الغذائية مقصد شرعي لها سندها نصا وفقها، ووجودها المادي عينا وأثرا وضابطها الفقهي، من زاوية اخرى والحديث موصول بالقوانين والتشريعات والمؤسسات القائمة على ذلك . 

اكد الامين العام للأمم المتحدة في 2021 ان ازمه الغذاء العالمية لا تنبع من نقص الموارد الغذائية وانما من أزمة الوصول الى الموارد، وقد اكدت العديد من المنظمات الدولية المهتمة بالغذاء ان الجوع والمجاعة ليس نتيجة انخفاض إنتاجية ،بل هي مشكلة من صنع الانسان وبصورة اكثر تحديدا بسبب العنف والنزاع المسلح ويضاف لذلك التباطؤ الاقتصادي الدولي والتضخم العالمي، وتزاحم الديون، وظاهرة الاحتباس الحراري كاثر من اثار الفوضى في التعامل مع البيئة والتغير المناخي وفقدان التنوع البيولوجي و الجوائح والحروب والنزاعات المستمرة مما اثر على الانسان بصورة عامة لاسيما الشيوخ والنساء وذوي الإعاقة المشردين اللاجئين .

 ان مناقشه هذه القضية من مدخل قانوني يقتضي دقة التشخيص والتجرد في معرفة الاسباب والمصداقية في الطرح وإبتكار وسائل ومناهج للمعالجة، مع الإشارة  الى ان الاقوياء الفاعلين المؤثرين في التزام القوانين والخضوع لسلطتها في العلاقات الدولية هم الاكثر صناعة لهذه المشكلات وتزايد خطورتها .

 ويجدر بنا ان نذكر العناوين التي مثلت ورشا لهذا المؤتمر: 

  • الورشة الأولى بعنوان: العدالة الغذائية كاستجابة عالمية ووطنية من أجل بناء نظم غذائية تقوم على نهج قائم على حقوق الانسان، لتحقيق المساواة وتمكن الجميع من الوصول الى الغذاء الكافي والمستدام.
  •  الورشة الثانية بعنوان : نحو بناء نظام تجاري دولي موجه لأعمال العدالة الغذائية.
  • الورشة الثالثة بعنوان : دور المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني واصحاب المصلحة في اعمال الحق في الغذاء والعدالة الغذائية وفق نهج قائم على حقوق الإنسان.

هذه الورشة تؤكد ما ذكرناه من قبل من ان الرؤى القانونية ينبغي ان تلاحق المتغيرات وتتجرد من الخضوع للمتغلب، ومع القناعة الراسخة بان الفقه الاسلامي هو المصدر الحي والحيوي لإمداد العقل القانوني 

                                                         يتبع....

 أ.د/ إبراهيم احمد محمد الصادق

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.