1 قراءة دقيقة
الحلقة السادسة

                                                                       تطوير عقد الزواج

                                        مدخل لمعالجة أسباب الشقاق وظاهرة الطلاق 

إن العلاقة بين الذكر والأنثى هي علاقة فطرية وجودية، تتجلى في جميع الموجودات وعلى رأسها الإنسان، ثم الحيوان، ثم النبات. وقد أكد القرآن الكريم على هذه الطبيعة الزوجية في الحياة من خلال قوله تعالى: ﴿وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ (الذاريات: 49)

 تأخذ هذه العلاقة الطبيعية الفطرية بين مكونات الحياة بعدها القيمي والأخلاقي، وضابطها الفقهي في أسمى صورها في ديننا الإسلامي. فقد أحاط الإسلام هذه العلاقة بحماية إلهية ورعاية ربانية والتزامات إنسانية، ووازن في ذلك بين هداية الدين بشكل عام وضوابط الفقه بشكل خاص. لقد ظل الإنسان يحترم هذه العلاقة ويُجِلُّها، فهي التي تثمر الأسرة، ومنها يتكون المجتمع، ثم الشعوب والأمم. 

يقول تعالى:﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا...﴾ (النساء: 1) . بل إن القرآن يجعل هذه العلاقة آية من آيات الله سبحانه وتعالى، حيث يقول: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (الروم: 21).

 جعل الله العلاقة بين الزوجين تتأسس على عقد يحفظ الحقوق ويحميها   وينمي الصلة بين الطرفين ويؤسسها علي شرط الاستدامة .

 ـــ وقد شاركت في عدد من الورش المتخصصة حول هذه الظاهرة بحكم تدريس مادة (قانون الاسرة)ــ . 

 لذلك، سوف نتناول في هذه المسامرات محاولة لمعالجة واحدة من أهم المشكلات في العصر الحديث، وهي ظاهرة الطلاق التي تحولت إلى ظاهرة اجتماعية، وذلك من خلال فرضية توسيع عقد الزواج.

 نسعى لتجاوز النمط التقليدي في صياغة هذا العقد، والذي يضعه في قالب محدد لا يكاد المأذون يتجاوزه في معظم البلاد الإسلامية. 

إن هذا التنميط جعل العقد وكأنه ممارسة شكلية لا تخاطب حقوق الطرفين بصورة شاملة ومباشرة. 
                                                           يتبع....
            أ.د إبراهيم أحمد محمد الصادق 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.